الجمعة، 25 يونيو 2010

الجزء السابع .. الربع الأول .. المائدة .. لتجدن .. آية 91 - 96

وبعد تشريعين .. تشريع اليمين .. وتشريع الخمر والميسر .. وبعد أمر بالإجتناب .. يعقبه نهي عن الفعل ..
أصبحت أرواح التلقي مهيأة لقوانين قرآنية عامة ...

أحدهما لهم .. والأخر عليهم ...
الأول .. قانون الإذعان الكامل والتام .. وتوخي ألا يحيد المرء المسلم عن الخطوط المرسومة من قبل الوحي القرآني وموصله الرسول الكريم ...

وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا ..نعم هما طاعتين .. فإن اجتمعتا في فكرة الإلتزام عموما .. ولكن تفصيلهما كان مراداً علي وجهه ..
لأولئك الذين يطعنون في تشريع النبي .. وسنته .. ويضربون القرآن بالسنة .. والسنة بالقرآن .. وكلاهما يكونان الصورة الكلية للتصور الإسلامي ..

أؤلئك الذين فعلوا بالهدي النبوي .. فهل أهل الكتاب بكتبهم ..
يلوون ألسنتهم .. ويحرفون .. ويقولون سمعنا وعصينا .. يتأولون ويتنطعون .. ويقيمون عقولهم حكماً علي الحديث النبوي الشريف ..
ينكرون السنة .. ويقولون قرآنيين ... وعم يعلمون أن إنكارهم لصحيح السنة .. ومنهج النقل بالتواتر .. ومنهج الأإسناد إنما هو طعن في القرآن .. الذي نقله من نقلوا صحيح السنة ذاتها ...


إن أحبار هذه الأمة الفاسدين .. بعدما حمي اله كتابه من تنطعاتهم .. وفلسفاتهم .. انقضوا علي السنة النبوية .. ينهشون .. ويبتدعون .. ويتأولون .. متعللين بالجتهاد ..
فينكرون .. ويتمذهبون ... ويتكاثرون متفرقين يوماً بعد يوم ..


لذا اتبع الله الأمر بطاعته .. ثم الأمر بطاعة نبيه .. اتبعه الأمر بالحذر .. واحذروا  
تحذير عام .. مبهم .. يصل إلي أعوجاجات القلب في التلقي فيصلحها ويقومها .. لتعتدل . 
ويضبط اجهزة الاستقبال الداخلية .. لتلتقط ترددات الوحي ..
الترددات التي لا يتلقاها بصورة نقية وجودة عالية .. إلا أولئك المذعنين قبلاً .. معلني الطاعة استقبالأً ...


ثم قانون كلي أخر .. لهم هذه المرة ..
ليس علي الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا .. إذا ما اتقول وآمنوا وعملو الصالحات ..
ثم اتقوا وآمنوا .. ثم اتقوا واحسنوا ... والله يحب المحسنين ...

وتلك الآية من الآيات الغريبة .. ولا غريب في القرآن .. وإنما الغربة في ادراكاتنا .. البعيدة العاجزة ..
ذاك التكرار والترتيب .. له غاية ..في ذاته .. 

ففي بداية الأمر يجتهد الإنسان في القرب من الله عبر ثلاثة جوانب ..
الإيماني .. وهو الطهارة الاعتقادية ..
والتقوي .. وهي الطهارة القلبية ..
والعمل الصالح .. وهي الطهارة العملية .. والناتج الخارجي ..

يجتهد فيهم الثلاثة معاً ..  وقد يشقون عليه في البدء كثيراً .. وتلك المرحلة الأولي .. اتقوا وآمنوا وعملو الصالحات ..


حتي يعتاد العمل الصالح .. فيسهل عليه .. ويبقي عناء التطهير الاعتقادي والقلبي .. وتلك المرحلة الثانية .. اتقوا وآمنوا ..

ثم يثبت اعتقاده .. وتقوي سبل استقبال روحه للتصور القديم .. ويكمل اعتقاده .. أو يقترب ..
وحينها ينصهر الأغيمان والعمل الصالح .. فيرفعان العبد إلي مقام الأإحسان .. وهو العمل انطلاقا من الإيمان ..
العمل بالمراقبة .. العمل منطلقاً من رقابة الله .. وقيوميته .. وعلمه .. 


وتبقي التقوي وتطهير القلب وظيفة العمر .. 
وتلك هي المرحلة الثالثة .. اتقوا واحسنوا ...والله يحب المحسنين ...




وعودة إلي التشريع ..
يا ايها الذين آمنوا .. وقد سبقنا الكلام حول النداء ..
ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم ..
إن تلكم الآية .. لو فقهناها لانتفي الكثير من عناءاتنا .. 
نعم قد يلقي الله في طرقنا .. ما يبتلينا به ابتلاء موقفي ....
لا تظن أن ما عرض لك من فتنة أيا ما كانت .. وما تحرض بك من المنهيات هو خارج عن الحكمةى الربانية إنما جزء من الامتحان الأاكبر ,,
والترقية ..
إلي مقام الإحسان المذكور سالفاً ...


نعم صيد .. في المنال .. في مدي اليد .. والرمح .. ولكنك محرم .. 
هكذا الدنيا واغراءاتها ومحرماتها .. تأتي تحت يديك .. ومنالك .. تناديك أن اقتنصني .. أن اقضم لك قضمة من الشجرة ..


ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدي بعد ذلك فله عذاب أليم 
.. وذاك الخوف بالغيب هو حقيقة الإحسان ..

فكأن هذه الأية هي مثال عملي علي مقام الإحسان..


ثم يأتي تشريع رباني عجيب .. لم يفطن غليه الكثيرون .. ولو فطنوا لما افتنوا بفلسفات الهند ورقة البوذيين ..
يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ..
البوذية تقضي بألا يمس كل ما له حياة طوال الحياة .. إيماناً منهم باتصال الكائنات كلها .. ووحدة المنشأ والمصير .. والروح ..
وذاك نوع من العنت .. يمنع الأإنسان من كائنات مسخرة .. ولو آمن لهم العالم بأسره .. لزادت البهائم عن الحد الذي يكفي كلانا للحياة ..

بل إنهم يغالطون أنفسهم بكونهم نباتيين .. أوليس النبات نوع من الحياة ايضاً ..
ولن تجد مثل التصور الأسلامي المتوازن ..
فهو يمنع قتل الحياة .. بل ويلبس الأنعام وبهائم الهدي قلائد تميزها أكثر ..
ولكن لفترة محدودة من العمر .. تكفي لاشباع الروح .. وتنقيتها .. دون الإخلال بوظائف الإنسان علي المدي الطويل ..



بل يقتص من قاتل النعم وهو محرم بمثلها .. يا له من دين يقتص حيناً للأنعام . حيناً ويتقرب بذبحها للفقراء .. 
إنه التوازن والوسطية .. سمته اللصيقة ..

ومن قتله منكم متعمداً فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم 
هو دين يرفض الديكتاتورية والأنفراد بالحكم .. حتي لو كان الحكم هو مجرد تنفيذ للتشريع الرباني ..
لأن اليد الواحدة إذا اطلقت فسدت ..
ولكن إذا وازتها أخري وازنتها .. لذا كان الحكم لذوي عدل ..


هدياً بالغ الكعبة .. 
بل حتي مآل ذاك القصاص والكفارة قد ذكر بالتحديد .. هدياً للكعبة .ز يذبح مع الهدي يوم النحر للفقراء ..


أو كفارة طعام مسكين ..
وقد سبق لنا الحديث في جمالية الكفارة الإسلامية ...


نزيد عليها هنا جزئية أخري ..
وهي أن الكفارة نظام اسلامي نفسي رائع ..
فكم راينا من أناس يقتلهم الشعور بالذنب عن بعض الفعلات القديمة .. 
يهربون من تذكر الماضي ..
وأحياناُ يهربون من ملاحقته لهم ..
فخرج نظام الكفارة .. متكاملاً مع الأستغفار ومقام التوبة .. ليعطي الإنسان وسائل للتعامل مع الماضي .ز
بل لتغييره ..
وقلب سواده بياضاً وسيئاته حسنات ..
واللوذ من عذاب القيامة ..




 أو عدل ذلك صياماً ليذوق وبال أمره ..
اي وبال هذا .. لمجرد قتله صيد ؟؟
لا الأمر أكبر بكثير .. الأمر أمر مخالفة للأمر والتشريع والحكم الرباني ..
الأمر .. أمر سقوط واعتياد للزلل أمام الإغراءات ..
الأمر أمر تربية علي الإذعان والتسليم ..والكف عن المنهيات .. وتفوق الإرادة علي المغريات ..


 عفا الله عما سلف ...هو ثانية التوازن الرباني ورفع العنت .. 
قانون عام .. يربت علي عقدة الذنب .. ويريح الناس من عنت التفكير في الماضي ..


ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام ..
موازنة أخري .. فمع كثير الربتات .. يخشي من تفلت ينطلق من طول الأمل .. والتمني علي الله .. والغرور بحلمه .
لذا فيختم الله التشريع بزجرة .. تلائم الربتة ..





أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعاً لكم وللسيارة .. وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرماً ..


ولكن ليس كل الصيد واحداً .. فمن يذبح الدجاجة .. ويقتل الغزالة .. ليس كمن يصيد سمكة ..
وتلك روعة التشريع الرباني ..

فصيد البحر .. ليس داخلاً في الرهبنة المؤقتة بالإحرام .. لأنه لا يهز كثيراً ذاك السلام المطلوب في تلك المواقيت ..
بل إن كثيراً من النباتيين دون أن يطلعوا علي القرآن .. استثنوا السمك ..




واتقوا الله الذي إليه تحشرون ..
خير ختام .. يربط الزجر بالربتات .. التقوي .. رغبة ورهبة ..
فالمرجع والمآل .. هناك ..
والعمل الحق .. لليوم الحق .......................................





انتهي الربع بحمد الله .................. 

الجزء السابع .. الربع الأول .. المائدة .. لتجدن .. آية 89 - 91

ولا يزال الخطاب يتحول إلي برلمان التشريع الداخلي اللابرلماني .. فالتشريع في الكيان الإسلامي خصوصية ربانية ..
ألا له الملك والأمر ..
إلي "المائدة" الداخلية .. الداخلية ..
داخلية الكيان الإجتماعي .. وداخلية الكيان النفسي ...


يا أيها الذين آمنوا .. إنما الخمر والميسر ..
إن القرآن بأسره خطاب للأمة التي تحمله .. فأي ما ذكر فيه إنما هو تشريع لها ..
فلو قال الله في مبدأ هذه الأية إنما الخمر ..... رجس .. لحصلت الفائدة الظاهرة ..
ولكنه يؤثر في بعض المواضع أن ينادي ..


يالجمالية الكتاب الرباني .. فهو رغم كونه كلاماً موجهاً تعبدياً مأمورين بالإذعان الكامل لسلطانه في الحجة والتشريع والوعظ ..
ولكنه من الرقة بمكان .. أنه يناديك حيناً .. في ربتة خفيفة علي قلب العابد المذعن الخائف ... يرفعه بالنداء .. يطمئنه بالنداء ..
وينبهه بالنداء ..
يكرمه بوصفه بالإيمان .. فلا يجعل الإيمان حلماً صعب المنال ...
وكأنه ايضاً يذكره بالإيمان .. فالإيمان يقتضي الإذعان وهو المراد من التشريع ..
فالله يشرع ليطاع ..


و:انه أيضاً يخرج له كارت الإيمان ترغيباً وترهيباً لبيان أن التشريع القادم .. بقتضي الإيمان .. ويزيد الإيمان .. ويتحصل به علي الإيمان ..
وتضييع يقدح في الإيمان .. وينقص به الإيمان .. وقد تصيبه فتنة العصيان فيزول الإيمان بالكامل يوماً ...


إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه ..
إنها أربع صور من الجاهلية... لا متعلقة ببعضها .. جمعتها أية النهي ... وجمعتها رجسيتها الشيطانية ..
أربع موائد للشيطان .. لابد أن تتبرأ منها المائدة الإيمانية ..
ومن الحماقة أن ينظر إلي ظاهر النص وحسب.. فتلكم الأأربعة إنما هي تقسيمات عامة .. يندرج تحتها كل ما انبثق منها وشابهها ..

أربع موائد ..يجب أن ينهي عنها .. حتي لا تدلف الشوائب إلي المنظومة الإعتقادية للمؤمن ..
وما علاقة المنظومة الاعتقادية بتلكم الأربعة ؟؟
مائدة الخمر .. مائدة ذهاب الوعي .. تتبعه المروءة .. تسبقه الإرادة والحكم والمسئولية عن الفعل ..
وهي أولي الغايات الخلقية ..
الفارق بين الإنسان وسائر المخلوقات .. هو أنه حمل الأمانة طوعاً .. باختياره ..
لذا خرجت عبادته وأفعاله من المحبوبية .. وخرجت تسبيحات سائر المخلوقات من التسخير والانقهار لسلطان الله ..

لذا فالخمر .. تزيل الإرادة الحرة .. وتجعل الإختيار للغرائز ..
وإذا اختارت الغريزة وانتفي الحكم الواعي .. فقد انتفت الإرادة .. وانتفي الاختيار .. وانتفت الإنسانية ذاتها ..
فإنما الإنسان مخلوق يختار .. "في حدود" ما منحه الله من المدي الاختياري ..


لذا ارتفعت الخمر من مائدة المؤمن .. لترفع معها كل ما يذهب الوعي .. والارادة .. والانطلاق بالفعل من المحبوبية ..
لترفع معها الهروب والعجز عن مواجهة الظروف الحياتية بالانتقال إلي لا واقعية حلمية بالمخدر ...


ومائدة الميسر المستديرة بأشكالها .. مائدة القمار ...
لكي نعلم لم قد رفع القمار من مائدة الدين نسأل :
لماذا يدمنون القمار .. ؟
إن القمار ليس لعبة .. او مغامرة .. إنما هو اسلوب حياة .. وطريقة تفكير .. إذا تسربت إلي النفس ملكتها واصبح الفكاك منها درباً من المستحيل ..
القمار .. رمية الزهر .. البدائل الكثيرة التي تتراوح من اللاشيء إلي كل شيء ..
تحول كل شيء في لحظة من الخسارة الفادحة .. إلي الفوز الخلاب .. وكيف يكون الاختيار بين البدائل تلك ؟؟
بلا شيء .. عبث .. دون أي منطلقات ... أو مقدمات .. بلا سببية ..
عبث .. وفوضي .. ولا غائية .. 
رموز من رموز الفكر الإلحادي .. والجاهلي ...
القمار ليس مجرد النرد الملقي .. أو أوراق الكوتشينة .. وبضعة أموال .. إنما هو رمز العبثية .. والحياة الفوضوية .
رمز لنفي القدر .. والغائية .. والعناية .. والعدالة .. والتكافؤ..
تحدي سافر للحكمة .. والتقدير .. والقيومية ..
لذا غلظ النهي عنه .. 
بل نهي عن مجاراته .. ومحاكاته .. فالأمر ليس متعلق بالأموال .. قدر تعلقه بفكرة الحظ والصدفة .. المراد انتزاعها من العقلية المؤمنة ..
لذا نهي النبي عن لعب النرد .. في أي شيئ .. حتي لو لم تدخل الأموال شريكاً للفائز .
فقط أيها المؤمن .. حتي في لهوك ولعبك .. لا تسمح للعبث .. والفوضي و.. وشيطانية التفكير أن تدلف إلي تصوراتك..

فوالله ,..والله .. ليس شيء افسد للإعتقاد .. وراحة البال .. وسلامة القلب .. من دخول أفكار العبث .. والصدفة .. والحظ .. واللاقدرية .. إلي التصور .. ولو مع اللهو ..






ومائدة الأنصاب .. الأنصاب هي موائد كانت تنصب لتقدم عليها القرابين للأصنام والآلهة ..
إذن فكيف ينهي الله المؤمنين عن طقوس كفرية ..

كما نقول .. ليست الأنصاب إلا قسم كبير يندرج تحته الكثير والكثير .. رمز لطريقة تفكير جاهلية .. وتصور باطل .. واعتقاد فاسد .. قبل كونها موائد وقرابين ..
فكما نهي الله عن التوسل لغيره .. وسؤال سواه ..
نهي عن التوسل له بغيره .. وسؤاله بسواه ..

نهي عن الواسطة .. والأدوات التوصيل البشرية منها والخزعبلية ..
نهي عن طريقة تفكير أساسها يقوم .. علي حاجة البشر لكيان موصل بينهم وبين الله ..
أراد بعد أن تحطمت الأصنام في الخارج .. أن يمنع أن تقوم اصناماً غيرها .. 
تقوم بينه وبين الناس .ز لتخبرهم أنهم معاشر الخطاة لا يستحقوا أن يتصلوا بالملأ الأعلي مباشرة .. ولابد لهم من واسطة ,,
أراد الله تحطيم أولئك المتسلقين .. ورموزهم ..
أراد تحطيم الأشجار .. والصخور المباركة .. وقبور الأولياء .. والنذوز للصالحين .. وتأليه الأنبياء ..
لتبقي مائدة اتصال البشر بربهم خالية من السموم ..


 ومائدة الأزلام .. الأزلام .. كانت قداح ثلاثة مكتوب علي احدها لا تفعل .. والأخر افعل .. والثالث فارغ .. اي يعيد الكرة إذا خرج له ..
نعم .. كانوا يستفتونها في أمورهم ..
نوع من الاستهام .. قرعة لاتخاذ القرارات الكبري في الحياة ..
نعم هوم العبث يدلف إلي التصور من مدخل أخر ..
ليسحق الله الأزلام .. ويبدلنا إياها بالاستخارة ...
افعل أو لا تفعل .. بإلهام وتوفيق رباني .. ليثبت في التصور القدرية والغائية .. والعناية ... والقيومية ...


جميعاً يجمعهم شيء واحد .. نجاسة شيطانية .. رجس من عمل الشيطان ..
كلنا يعرف أنه ليس اي من هذه نجس في ذاته .. اي يفسد الطهارة ..
وإنما هي تلك النجاسة المعنوية ... التي تفسد طهارة التصور والاعتقاد ...
فأولئكم الأربعة .. بمتفراعاتها إنما هم أركان الدين الشيطاني .. وأسس الاعتقاد الباطل .. وترانيم أهل الظلام ...


فاجتنبوه .. 
نعم هو ليس مجرد الانتهاء .. وليس مجرد لا تفعل .. 
إنما هو اجتناب كامل .. مفاداة .. وهروب عن موائد الشيطان .. بمنطلقاتها التصورية ..
لوذ بالإيمان أن تفسد طهارته بالرجس الظلامي .. لعلكم تفلحون ..


وليؤكد الله .. يأتينا بتفصيلات أخري للمنطلقات التصورية .. والنتائج أيضاً .. لأولئكم الموائد ..
ليلمح أن المقصود من التشريع مصلحة .. وحماية .
وأن كثير من المنهيات .. ولو غابت عنا الحكمة الظاهرة .. إنما هي للخير والصلاح .. الذاتي الفردي .. والعام المجتمعي .. بل البشري بأسره ..


إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ..
هنا بعد أن اكتمل الإيحاء بالفساد الذاتي علي المائدة الفردية ... يأتينا الوحي بتقرير الفساد العام علي المائدة المجتمعية داخل الكيان الإسلامي نفسه ..
كم من جرائم تمت تحت تأثير المخدرات ..
وكم من ذوي السوابق ليس مدمناً للمقامرة ..

وكم من قاطعي الطريق ليس بشارب للخمر ..
إن الإسلام يوفر سبل مغايرة لمقاومة الجريمة .. فالذي حكم بالقطع والرجم .. هو ذاته الذي تتبع اصول الجريمة .. فحرم الخمر والقمار ..
نظام متكامل .. من لدن حكيم ,, خبير ..
وهل يعلم الألة مثل صانعها ...


ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة .. فهل أنتم منتهون ... 
استخدام لكل وسائل الاقناع .. ببيان المنطلقات .. والنتائج ..  والجبهات النفسية والخارجية للمعركة الشيطان بالموائد الأأربعة الفاسدة مع التصور الإيماني القويم ..


فهل أنتم منتهون ..إنه أمر بالاجتناب .. ثم أمر بالانتهاء ...
أي أنه لم نهي فقط .. وإنما أمر أيضاً بالاجتناب ..إمعاناً في التغليظ ,,
كأن تقول لابنك .. اسكت ولا تتكلم .. .. رغم كون المعني واحد .. إلا أن التأكيد أقوي ...  


ولكنه اتي بالنهي علي هيئة سؤال طلبي .. لا يجاب عنه بالقول .. إنما الإجابة فعل ..
فالانتهاء فعل .. لا إجابة ..
لذا اغرورقت أرض المدينة بالخمر المسكوبة والمؤمنون يبكون .. انتهينا ربنا انتهينا ,, حتي لم ترفع فيها كأساً بعدها .. 




الجزء السابع .. الربع الأول .. المائدة .. لتجدن .. آية 82 - 89

لتجدن أشد الناس عداوة .. ولتجدن أقربهم مودة 
إنه ترمومتر تدريجي ... نعم .. يقسم الله الناس في المعتقد إلي معسكرين .. النور والظلام .. الحق والباطل .. ولكن ذاك في علاقته بهم .. ومعتقداتهم .. ومآلهم الأخير الذي هو يفصل فيه ..
أما في علاقتهم ببعضهم .. في حكمهم علي بعضهم .. في ولائهم وبرائتهم .. إنما هو ترمومتر متدرج .. فالخلاف درجات .. والعداوة تتفاوت .. والمحبة تزيد وتنقص علي مقياس كبير ..
ليسوا سواء .. نعم .. هو حكم رباني عادل .. لا يجمع المخالفين في سلة واحدة .. ليشنقهم المؤمنين معاً ..
وإنما يعطي كل ذي حق حقه .. يتحدث عن قرب نفسي .. ووفاق من نوع ما .. 

فهو الذي قال من قبل .. ضارباً أجمل أمثلة التسامح .. ولا تقولوا لمن ألقي إليكم السلام لست مؤمنا ,,, كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم ..


النصاري أقرب مودة .. النصاري أقرب إلي التعايش مع الكيان المسلم .. النصاري أقرب للإيمان .. وأرض أخصب للدعوة .. 
ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً .. 
سبحانك مولاي .. هل وجود القس والراهب ... يجعلهم أقرب للمودة ..
كيف والمتبادر إلي الذهن أن رجال الدين .. ودعاة الدين المخالف يكونون أقسي علي بقية تابعي الأاديان المغايرة ..

لا فالقساوسة .. والرهبان .. وإن لم يكونوا في معتقد المؤمنين علي الحق الكامل .. فلا ينبغي أن ينسي أو يسقط من الحسبان خيرهم .. وانتصارهم علي أنفسهم .. وامتلاكهم لأزمة الشهوات ..
هذا لذوي الحق والخير منهم ..
فعما قليل في سورة التوبة .ز ستشن الحرب الربانية علي أحبار الباطل .. ورهبان الضلال .. المزيفين .. الذين يأكلون أموال الناس بالباطل .. ويلوون ألسنتهم بالكتاب .

هو التوازن الرباني .. لعلاج الفساد الديني .. وضرب المثل لرجال الدين بشكليهما .. الحسن والقبيح ..


والأكثر عداوة .. اليهود .. والذين أشركوا ..  هكذا الشرك ابداً .. والإلحاد .. يطبع النفس بقسوة .. وجفاف .. 
وهكذا اليهود بشهادة العالم أجمع .. الأاقسي علي الاطلاق .. والأشد قبحاً .. 
وهكذا يقرر الله ..


2- ثم يدلف إلي تفصيل التميز النصراني بالرقة الروحانية .. علي الجفاف اليهودي والإلحادي ..
فلأنهم لا يستكبرون .. غذا سمعوا ما أنزل إلي الرسول تفيض الأعين دمعاً من معرفة الحق
فالعين تفيض حزناً ..
والعين تفيض فرحاً ..
والعين حين تسمو الروح .. تفيض في سطوة الحق .. وتفيض في خلوة الذكر .. 


مما عرفوا من الحق ..
فالحق يناسبه المعرفة أكثر من العلم ..
فالعلم إحاطة عقلية .. ولا سبيل للعقل لإحاطة بالحق .. فالعقل متناهي .. والحق من تجليات الله لا متناهي ..

لذا فالمعرفة أقرب لتحسس نفحاته ..
فأنت تعرف طعم الفراولة .. ولاسبيل لك أبداً أن تصفه ولو في ألف كتاب .. فالعقل يفكر باللغة .. واللغة التي هي وسيلة العلم عاجزة قاصرة عن كل شيء ..
فأنت تعرف طعمها .. ولا تعلمه ..
وهكذا الحق ... وهكذا الوحي .. معرفة لا علم ..

فليذهب إلي الجحيم أولئك المتفيهقين .. الذين يحيلون الدين برونقه المعرفي الأخاذ إلي قوالب فلسفية جدالية جامدة ..


فلو تحول الوحي علماً .. وأضحي الحق عقلاً يدرس .. ويستنبط كالرياضيات فقد أتت علي الروح المصيبة ..


إن للروح حواسها الخاصة .. وألاتها المغايرة للألة الجسدية التي هي العقل ,,
والوحي يخاطب ألات الروح وحواسها .. فمحاولة اجبار العقل علي احتواء النص القرآني والوحي الرباني .. كمن يحاول أن يلبس عملاقاًَ   قميص رضيع .. فالوحي أوسع كثيراً من قوالب العقل الضيقة ..


ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين .. 
وهكذا الإيمان .. نوع أخر التجربة الانسانية .. صياغته في طريقة الدليل .. يسلبه أجمل ما فيه .. واقوي ما فيه .. 
الإيمان لا يحتاج الأدلة .. ولا يعبأ بالمناوئين والمستهزئين ..
الإيمان شهود داخلي بالروح .. تصديق بما قد يخالف ظاهر القاعدة العقلية القريبة ..


وما لنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق .. ونطمع ..
هو ذاك الاستنكار .. وتعجب الفطرة السليمة .. من قديم غفلتها .. وحاضر غفلة المارين حولها .. 

مالكم .. وما لنا .. كيف لا نؤمن .. 
الإيمان ضرورة .. 
الإيمان صيرورة طبيعية .,, ونتيجة نهائية  لسبحة تفكرية واحدة في الأنا الداخلي وعالمه الفسيح .. أو الكون الخارجي وحبكه المعجزة ..
بل الإيمان انتفاع .. وحماية .. وغوث .. ووقاية ..
الأإيمان هارمونيا انسجامية مع الكون المسبح .. وانسيابية سلامية مع ذراته ..
فكل الطرق تدعو إلي الإيمان .. 
والكفر خواء .. وعبث .. واضطراب .. وخسارة .. وخبل .. وحماقة ..


لا باس بالطمع .. بل الطمع في ما عند الله مطلوب ...مندوب .. 
بل إن علاج الطمع والجشع الدنيوي .. كنوع من فساد الروح والقلب . إنما يكون بالطمع نفسه ..
فقط بتحويل طاقته الطمعية إلي الباقي .. فيزول الطمع في الفاني ..
ويصبح الطمع في الباقي .. زهداً في الفاني ..
وحينها يتحول الطمع بالطمع إلي قناعة ..

وهكذا الأدواء كلها .. الخوف يتحول بتسيير طاقته كلها إلي الله .. إلي أمان ..
فإن تسيير الطاقات الشعورية إلي الله .. أكثر صحية ..


فأثابهم الله بما قالوا .. جنات .. الأنهار .. خالدين ..


بما قالوا .. 
نعم فالأمر اسهل مما يهولون .. فقط تقول .. تسير علي ظاهر التشريه .. وعلي قدم الأإذعان .. لتتحول حياتك إلي نسمة قدسية .. ومسحة ربانية .. أخرها جنة ..
وما أعظم ذاك الوصف الملازم للجنة .. تجري من تحتها الأنهار ..

نعم أيتها الفطرة .. استحضري صورة العذوبة .ز والصفاء ..
والانسيابية . والجريان الهادئ ..
والطفو في آمان .. 
استحضري مشهد السلام .. أمام نهر جاري ... حينما يعدي الروح بصفاءه .. فتصفو ..
فما بالك لو كان يجري من تحتك .. وكيانات الجنة بقصورها فوقه طافية ...
استحضري ذاك الوصف الملازم .. لتعلمي حينها ماذا تعني كلمة جنة ..

الجنة منحة .. وكذا الخلو منحة أخري ...
فالخلود مسحة ربانية من صفاته .. فهو وحده الباقي ..
يرفع أولئك ذوي الصفاء .. ليمسح علي وجودهم مسحة من صفاته .. ويخلع عليهم ثوب الخلود ..


ولكن حذار فالخلود ذو وجهين .. فهو منحة المنح .. فوق الأنهار ..
ونقمة النقم .. في الجحيم ..


والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ..
الكفر جحود .. لظاهر سطوع الأيات .. وباطن تنزل النعم ..
الكفر .. تطاول .. وتجاسر .. صبياني عابث .. علي من لا يحد جبروته وسلطانه حد ..



ويكفي الأيات حجة .. أنها نسبت إليه .. وتكللت بـ "ـنا " المنسوبة إلي مطلق الجمال .. والجلال .. والقدرة ..


وهكذا ترتسم نفحة من المحور الثاني .. تشرع في الظاهر توجه سياسي عام للكيان الإسلامي الذي لا يساوم علي العقيدة .. ولكنه حكيم في توجهاته الإجتماعية والسياسية .. فيفرق بين الملحد .. والقبيح .. والجميل مع بعض العاهة ..


ثم يدلف إلي الداخل في المقطع التالي .. إلي التشريع الإجتماعي .. ومائدة الكيان الإسلامي ذاته .. بل الكيان النفسي الفردي وعلاقته بالمجتمع الأكبر ..
لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم .. 
فبعدما حكم لأناس بالجنة علي قولة قالوها وموقف اتخذوها ..
يعود للموازنة .. فليس القول هو كل شيء .. إنما هو عامل هام . في صياغة المكنون النفسي .. 
ولكن لغوه .. لغو ..
وليس الله بالمتصيد .. الذي يتحين فرصة زج عباده في الجحيم ..
بل إن التشريعات الربانية .. ليست بالتشريعات التعسفية .. 

فالله الذي أمر بالوفاء .. وغلظ كلمة المسلم .. وجعل حق الوفاء حقاً قدسياً .. وصاغ الشرف الإسلامي .. والمروءة ..يعود ليحمل من علي عاتق الإنسان العنت .. فالانسان انسان .. ومراقبة الحرف واللسان تمام المراقبة حتي لا يخرج القسم في طيات الحديث ,, درباً من العنت ..
فيرفع الله المشقة .. ويرفع القلم عن لغو اليمين .. عن القسم في طيات الكلام .. لا والله .. ونعم والله  ..
ليحفظ أيضاً للمقسم به مكانته ووقاره في القلوب ..

فلو بقي العنت .. ودرجت الألسنة بالقسم لغواً وكان عليها الكفارة .. نعم لأدت كفارة شاقة .. ولكن لزالت معها قدسية ووقار القسم بالله .. ولاضحي اللغو كالتغليظ والوعي .. الكل هين ..


ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان .. فكفارته .
لا يزال الحفظ لقدسية ووقار التصور الاعتقادي في الله وكل ما يتعلق به .. ولو كان القسم ..
فالقسم لا يكون إلا به .. فهو الأاعظم لدي المسلم .. والقسم بغيره شرك به .. وفساد في التصور ..
والاستهانة بالقسم به .. تضييع لوقاره في القلوب .ز وبالتالي أقرب لتضييع الإيمان به .. فلو زال الوقار والهيبة والاجلال لزال الإيمان ..
ولكن دون عنت .. وتصيد .. 
تلك هي المتوازنة الربانية الرائعة ..

الكفارة .. ليست مجرد توبة كلامية .. تفسد الوقار .. ,إنما أعمال وافعال .. 
الكفارة في الإسلام عموماً مفهوم جبار .. علي محورين ..
الأول المحور الإجتماعي .. فكفارات الاسلام تصب في الميزان الاقتصادي للكيان الاسلامي .. اطعام .. وكسوة .. 
فالناس تخطئ .. وتتوب .. والفقراء يستفيدون من أخطاء القادرين ..
فليست هي ضرائب تعسفية .. إنما أعمال محبوبية .. تزال بها الأخطاء .. وينتفع بها المعدمين ..
لا كصكوك الغفران البالية .. التي ينهب بها الرهبان والأحبار أموال الناس .. ويقيمون أنفسهم حكاماً علي أهل الأرض ..
إنما هو صك رباني .. حسنة تمحو الخطيئة .. بأمر رباني وإمضار رباني ..
والمنتفعين .. نوعين من عباده فقراء ..
أحدهما إلي المغفرة فقير داخلي .. والأخر إلي مايسد جوعه .. ويدفئ جسده .. فقر خارجي ..


فلتذهب الاشتراكيات ودول الرفاه والتأمينات .. إلي الجحيم . فليس كالنظام الإسلامي مثيل قط ..


وكفارة اليمين .. واحدة من ثلاثة يخير بينهم .. اطعام أو كسوة .. أو تحرير رقبة
فإن لم يستطع أياً من الثلاثة "متعدية الأاثر الإجتماعي" .. يعمد إلي المرحلة التالية وهي لا تجوز إلا حين العجز عن الأولي وهي الصيام "غير متعدي الأثر الإجتماعي "



الإطعام كيف يكون .. عشرة مساكين.. ليس العدد فقط .ز ,إنما نوع الطعام نفسه لم يتركه الله للأهواء ..
من أوسط ما تطعمون أهليكم .. 
نعم .. تذهب لشرائه وكأنك تشتريه لولدك .. وكذا الكسوة ..
هو تكريم للفقير .. وسمو بالروح البشرية والاتصال الانساني .. والمساواة .. النفسية اولاً .. ثم ليكن ما يكون ..
إن دين كهذا أمر بصدقة "مما تحبون" ونهي عن المن بها .. وحكم في نوعها بذات نوع طعامك نفسه .. ونهي عن تخير الخبيث والبالي للانفاق .. لهو دين أحق أن يسود .ز وأن يحكم ..
وأجدر أن يعالج الضياع الحالي للحضارة البشرية .ز اقصد الانحدارة البشرية ..


ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم .. واحفظوا ايمانكم ..
نعم .. هو حفظ لليمين .. حفظ لكلمة الشرف والمروءة التي تخرج من أفواههنا .. حفظ .. يحفظ علينا الشعوربالذات .. والتكريم ..

ويرفع من صورة النفس .. فيحميها من عقد النقص واضطراباتها ..


وذاك المقطع اية .. في التشريع .. والتوازن .. 
لذا ينختم .. 
كذلك بيبن الله لكم أياته .. لعلكم تشكرون
الحمد لله الذي رفع العنت .. 
الحمد لله الذي شرع فلم يترك المجال للأهواء..
 





مقدمة سورة المائدة

بداية .. التسمية ذات دلالة عجائبية .. المائدة .. تثير في الفطرة بديهياً محوري السورة .. 
فالمائدة أول ما تأتي في أذهاننا .. محل الطعام والاجتماع عليه .. 
والمائدة .. محل التفاوض .. والعهود .. 
وذانك محوري السورة .. تشريعات الأطعمة بخباياها الإعجازية الرائعة .. وتشريعات الاجتماع عليها ..
وتشريعات التفاوض .. والعقود الداخلية من الأيمان والعقود بين الأفراد .. والعقود الخارجية .ز من معاهدات وسياسات للتعامل مع الأخر .. والعهود الدولية ومنطلقاتها .. 
هكذا السورة ... وهكذا أيتها الأولي .. تشير إلي المحورين معاً في آية واحدة .. حتي ليخيل للقارئ السطحي أنهما غير متجانسين .. حتي يتفكر في اسم السورة ..
يا أيها الذين امنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا مايتلي عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد ..


وهكذا كل سور القرآن ..
اسم خاص .. باختيار رباني .. له دلالة عميقة ... كخيط يجمع أيات السورة في منظومة سبحية واحدة .. فتشعر بتلك الوحدة السارية بين الأيات الأشقاء في سورة واحدة ..



بل إن كلمة سورة نفسها .. لتوحي إليك بالسور .. الذي يحيط بالأايات الأشقاء ليجمعها في محيط واحد .. بلافتة واحدة .. ووحدة خلابة .. قد تخفي علي القارئ بسطحية .. 


وكما تركز القرآن في الفاتحة .. تتركز كل سورة في أية واحدة .. لتعطيك مفتاح فهمها وكشف السور الذي يحيطها .. والاطلاع علي محورها الرابط ..
وفي المائدة .. آية التركيزهي الأية الأولي ...