الجمعة، 24 ديسمبر 2010

الإحرام ..


بسم الله الرحمن الرحيم


هو إحرام .. لأن مع القرآن لا مقدمات .. 

هل هي عودة .. أم هي بداية جديدة ..
ربما الاثنان معا .. الأمر أكثر أهمية وخطورة مما كنت أوليه .. ليس الحديث حول القرآن ومحاولات الإسقاط علي الحياة .. ومحورة التجربة الذاتية حول النص الإلهي المقدس مجرد هواية .. أو صدفة فراغ .. أو حالة كتابية ..
الأمر اكبر بكثير .. القرآن هو الكتالوج الأعظم للحياة .. "مانيوال" الكينونة البشرية وكيفية تعاملها مع الكون .. ومع الآخر .. ومع الذات ..
القرآن معادلة مثالية .. متناسقة .. ومنسقة لحاملها ..

لذا فالكتابة حوله لن تكون من الآن درباً من الرفاهية الوقتية والكتابية .. ولن تكون بعون الله مرتبطة بالحالة النفسية .. أو الطاقة اللفظية .. أو الخواطر التي تموج لحظيا ..
لابد أن يكون الأمر أكثر نظامية .. فالحياة قصيرة .. ومواقفها واختياراتها لامتناهية .. ولابد لك من مسابقاتها .. والاستعداد بثوابت كاملة وقواعد راسخة مستقاة من الكلام القدسي .. حيث لا مجال للخطأ .. لا مجال للتجربة والفشل .. لامجال إلا للاستقرار .. والتناسقية .. والهارمونيا ....... والسعادة ...


لماذا الآن .. ولماذا هنا ..

هي المرة الأولي التي اشعر فيها بالفخر .. فخر حقيقي .. فخر انتشلني من هوة اليأس المؤقت .. ذاك اليأس الذي يتملكنا أحيانا .. يسيطر علي أمخاخنا .. حينما نشعر بشعور وحيد .. لا يمكننا إلا أن نصفه بأنه شعور للأسفل .. للاسفل .. شعور يشبه الغرق .. الاختناق .. الدفن حياً ...
ذاك الفخر الذي بدد اليأس حين عدت لقراءة تلك المدونة ثانية ..
لم أصدق أنني أنا كاتبها .. قرأت وقرأت وقرأت .. وكانني أنا المخاطب لا الكاتب .. وكأنني اقرأها لأول مرة ..
وأعجبتني ..
وحينها أيقنت أن الأمر ليس نتاج لحظات كتابية .. إنما هي بركة هذا الكتاب .. الذي يشع بنوره علي كل من يحوم حوله ..
وأصابني شغف ... شغف جديد بالحوم حول حماه ..  فهي حمي كريم كما وصفه رب السموات والأرضين .. والمتطفلين أعزاء في ظل الكريم .. والزائرين منعمين في ضيافة الكريم .. والمتحكين والمتمحكين مكرمين في ظل الكريم ..

لذا علمت أن تطفلي علي حمي القرآن .. وحوم حول حماه .. ذاك هو الشغف الذي ينبغي أن أغذيه وأغذيه .. فهو الشغف الأحق بالإتباع ..

شعرت  أثناء الدوران في محيط الكتاب العزيز .. وكأنني لهذا فقط خلقت .. خلقت للطواف بحضرة الكلام القدسي .. خلقت لخدمته .. خلقت للمثول علي عتبات القرآن متحسسا فيض كرم .. وحفنة عطف .. ودفقة سر ..

هناك كان سلام الروح السرمدي .. هناك في محيطه متعة الصمت .. ولذة الصفاء الداخلي ..
هناك في محيطه هارمونيا نغمية صامته ..
ففي محيط القرآن وحده تنطبق ترددات الروح مع ترددات الكون انطباقاً تاماً .. وحينها فقط تسكن سكوناً عجائبياً خاصاً .. لا يمكن لمن ذاقه أن ينساه أو يسلي عنه ..  ولا يمكن للذات الكون بأسره أن تعوضه دفقة منه .. ولا يمكن أن يسد فراغ فقدانه حاجيات الدنيا بأكملها ......

لذا فمنذ الآن حول القرآن سأطوف .. انهي الشوط الواحد في سنة أو اثنان أو خمسة لأبدأ طوافاً جديداً بعدها .. وهكذا يستمر تطواف بعد تطواف إلي أن ينقضي العمر ..


فحقيقة الحقائق أن العمر أقصر كثيراَ من مسافات الأسرار ....................

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

05 يوليو, 2011
شعبان ..
"شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان .. ترفع فيه الأعمال إلي الله .. واحب أن يرفع عملي وأنا صائم"




تماماً كنهاية السنة المالية .. شعبان نهاية السنة الإيمانية .. السنة بالتصور الرباني ..


نعم .. السنة الإيمانية الربانية تبدأ برمضان لا بمحرم .. دعك من التأريخ .. والأرقام والسنوات ..


وشعبان هو نهاية السنة الإيمانية ..


حين ترفع الأعمال .. حين يظهر عجز موازاناتنا ... وتتعري قلة زاد التقوي مقابل كثرة متطلبات الفتن ...وندرة موارد الصلاح مقابل مستهلكات الذنوب .. وكثرة الأنفاق بالنعم المتنزلة مع ضعف الاستثمارات بالشكر ..


لولا نفحات ربانية تتغمدنا كقروض .. أو منح تربأ تصدع الموازنة الإيمانية ..


وشعبان .. خواتيم السنة .. حين ترتفع مؤشرات القبول .. فإنما الأعمال بالخواتيم .. وتستعد الدنيا لاحتفالات عيد الميلاد الحقيقي للكون .. وراس السنة الفعلي .. الليلة الأولي من رمضان ...


ففي غمرة استعداد الكون لرمضان ... تكون الطاعة اكثر يسر .. وتناغمية التقوي مع سير الكون بأسره إلي الله أكثر اتساقاً .. والقبول أقرب ...


فاستثمر هذا الشهر يافتي ..


لاتكن غبياُ مثل كل عام .. ومثل كل العوام والأعوام .. لا تري شعبان للدنيا ورمضان للآخرة ..


شعبان هذا هو خواتيم العام .. هو الصفحة الأخيرة في ملف قضيتك المرفوعة في الميزان .. قد ترجح بها الكفة وحده ..


اجعل صيامك فيه .. وقيامك بليله .. وتركيزك .. وحالة التقوي والربانية فيه استشفاعاً واستعتاباً للمولي علي التفريط في عام مضي .. ورفع حالة لنموذج عامك الجديد ..


ادخل شعبان بحالة ... ختام السنة المالية .. وترقيع عجز الموازنة الإيمانية ..


إن دولتك النفسية تحتاج إلي مثل هذا التقشف الشعباني عن العصيان .. وتركيز الاستثمار في بورصة الطاعة .. حتي لا تعلن الإفلاس .. والسقوط حتماً ...


وحين يأتي الأمر للولاية الربانية .. وتصنيف القرب من المولي .. لا ترضي لدولة الإيمان فيك أن تكون من العالم الثالث ..









Posted by رباني at 01:30 ص
Labels: faith snacks تصبيرة إيمانية, واردات, يوميات رباني

غير معرف يقول...

وجاء ...................

كمسيح فردي خاص .. ومخلص هادئ الخطو .. وأنشودة خلاص سرمدية .... جاء ..
رمضان ..
كفرصة أخيرة لترحل عن ذاك الزيف للأبد ..
فهو النفحة الربانية الكبري علي غبار الأزمنة .. والمسحة القدسية الأجمل علي صفحة القلوب ..
هو الفرصة الأخيرة للفرار .. منك .. إلي حقيقتك ..
الفرصة الأخيرة .. لترحل إلي الله .. لترحل إلي ذاتك الضائعة .. لتجد ما قد ضاع منك في سكرة الغفلات ..

فرصة لتلملم ذاتك .. وتعقد ربطة منظومتك المنفرطة .. وتعيد تجميع ملامحك..

رمضان .. هل هو جزء من الزمان .. أم هو ايقاف للزمان .. راحة للدهر من ايقاع الفوضي المتسارع ..
استراحة علي طريق الحياة .. للتزود ..

رمضان .. ياله من اسم .. كتصريفات جوعان .. وعطشان .. وظمآن ..
فالرمض .. وهو الاحتراق بالنار الجافة .. بالحر .. بالغبار الصحراوي الخانق ..
فرمضان ليس اسماً له .. إنما هو اسم لنا .. نحن معاشر المرتيمن علي اعتابه .. احرقتنا نيران الذنوب .. والغفلات .. وحر الفوضي والعشوائية .. وغبار اللامعني .. وصحراوات التيه والضياع ..
رمضان هو وصفي أنا .. حين وصلت إليه .. كان من عطفه وحنته أن حمله عني .. فرحلت عنه .. ورحل عني .. وقد حمل هو وصفي اسماً .. ومشيت أنا بعده خفيفاً ..


وجاء رمضان .. فاتحاً أذرع التقبل .. لنا معاشر الفجار .. هو وحده يحمل لنا عفواً .. وفرمانات لا مشروطة باطلاق السراح من قيد اللاجدوي ..
رمضان .. لجوء سياسي من بلاد الخوف والحرب والحضارة .. إلي سماوات فسيحة للصفاء والبياض الشفاف ..

رمضان .. بداية اتصال السماء بالأرض .. والتفضل الأزلي بكلام الله .. كخطة أبدية للمتخبطين في الحياة .. تمنحهم الهدف .. والدليل .. والسكينة ..

رمضان ... جاء أخيراً ..........................
علي حين غرة من الظلام .. جاء ..
رغم سطوع أضوائه .. إلا أن الظلام لم يملك ان يمنعه ..
جاء ..
كبطل اسطوري سامق .. يكبل المردة والشياطين .. ويضيق مسارات الشهوات ...
يمنحنا الفرصة أن نقف للحظات خارج نطاق الصراع ..
يمنحنا فرصة علي حين غفلة من الابتلاء .. أن نكون ملائكة ..

يمنحنا الفرصة علي حين غفلة من الأرض .. أن نحلق ,,
أن نعود لسر النفخة ..

يمنحنا الفرصة أن نميت الجسد .. نصمته .. نخرسه .. لنستمع حفيف الروح .. وهمساتها .. وتأوهاتها ..


رمضان .. أهو هو حقاً ؟؟
أجاء ثانية .. وأنت لا زلت هنا ؟؟
رمضان هو الدليل الوحيد الباقي .. أن الحياة تحمل مجالاً لفرصة ثانية ..
لأمثالنا ..

رمضان ..
مجرد ذكر الاسم .. يثير في العقل ادراكات مغايرة لمعني الزمن ..
فكلنا يعلم أنه شهر .. يعني تجمع للأيام والساعات والدقائق ..
ولكن كلنا يوقن أنه ليس مجرد شهر .. وأنه لا علاقة له بالزمان ..

إن رمضان هو استثناء قاعدة الوقت .. أو ليس لكل قاعدة استثناء ..
إن رمضان هو يوتوبيا القديسين .. وحلم العلماء الشاطحين بالتقاء الزمان والمكان والسرعة والروح .. وابعاد الكون اللامتناهية ..
رمضان .. زمكان الروح .. ليست غلطة مطبعية .. نعم هو زمكان الروح ..

رمضان ..
هو التفاتة للكيان البشري المنحدر إلي سفح الهاوية بسرعة الضوء .. إلي الوراء .. إلي قمة الجبل ..

رمضان هو مكابح السقوط .. والغوص في أعماق الظلام ..

رمضان .. هو وقت لاغلاق مؤقت للنفس عن الكون والحياة ..
فأنت "مغلق " في رمضان .. مفتواح علي سر الأكوان ..
أنت في رمضان .... "وقف لله تعالي " ...........

أنت في رمضان .. "مغلق للتحسينات "
أنت في رمضان ... "تحت التليين "

أنت في رمضان ... "installing "

أنت في رمضان .. "قيد الإنشاء"

أنت في رمضان .. "احذر منطقة عمل "

أنت في رمضان .. "ممنوع الاقتراب "

أنت في رمضان .. "ثكنة روحية "

فاحذر أن تكون غير ذلك ....................................... Feel that spirit ..............
13 يوليو, 2011 02:05 ص

غير معرف يقول...

الإحرام ..

بسم الله الرحمن الرحيم


هو إحرام .. لأن مع القرآن لا مقدمات ..

هل هي عودة .. أم هي بداية جديدة ..
ربما الاثنان معا .. الأمر أكثر أهمية وخطورة مما كنت أوليه .. ليس الحديث حول القرآن ومحاولات الإسقاط علي الحياة .. ومحورة التجربة الذاتية حول النص الإلهي المقدس مجرد هواية .. أو صدفة فراغ .. أو حالة كتابية ..
الأمر اكبر بكثير .. القرآن هو الكتالوج الأعظم للحياة .. "مانيوال" الكينونة البشرية وكيفية تعاملها مع الكون .. ومع الآخر .. ومع الذات ..
القرآن معادلة مثالية .. متناسقة .. ومنسقة لحاملها ..

لذا فالكتابة حوله لن تكون من الآن درباً من الرفاهية الوقتية والكتابية .. ولن تكون بعون الله مرتبطة بالحالة النفسية .. أو الطاقة اللفظية .. أو الخواطر التي تموج لحظيا ..
لابد أن يكون الأمر أكثر نظامية .. فالحياة قصيرة .. ومواقفها واختياراتها لامتناهية .. ولابد لك من مسابقاتها .. والاستعداد بثوابت كاملة وقواعد راسخة مستقاة من الكلام القدسي .. حيث لا مجال للخطأ .. لا مجال للتجربة والفشل .. لامجال إلا للاستقرار .. والتناسقية .. والهارمونيا ....... والسعادة ...


لماذا الآن .. ولماذا هنا ..

هي المرة الأولي التي اشعر فيها بالفخر .. فخر حقيقي .. فخر انتشلني من هوة اليأس المؤقت .. ذاك اليأس الذي يتملكنا أحيانا .. يسيطر علي أمخاخنا .. حينما نشعر بشعور وحيد .. لا يمكننا إلا أن نصفه بأنه شعور للأسفل .. للاسفل .. شعور يشبه الغرق .. الاختناق .. الدفن حياً ...
ذاك الفخر الذي بدد اليأس حين عدت لقراءة تلك المدونة ثانية ..
لم أصدق أنني أنا كاتبها .. قرأت وقرأت وقرأت .. وكانني أنا المخاطب لا الكاتب .. وكأنني اقرأها لأول مرة ..
وأعجبتني ..
وحينها أيقنت أن الأمر ليس نتاج لحظات كتابية .. إنما هي بركة هذا الكتاب .. الذي يشع بنوره علي كل من يحوم حوله ..
وأصابني شغف ... شغف جديد بالحوم حول حماه .. فهي حمي كريم كما وصفه رب السموات والأرضين .. والمتطفلين أعزاء في ظل الكريم .. والزائرين منعمين في ضيافة الكريم .. والمتحكين والمتمحكين مكرمين في ظل الكريم ..

لذا علمت أن تطفلي علي حمي القرآن .. وحوم حول حماه .. ذاك هو الشغف الذي ينبغي أن أغذيه وأغذيه .. فهو الشغف الأحق بالإتباع ..

شعرت أثناء الدوران في محيط الكتاب العزيز .. وكأنني لهذا فقط خلقت .. خلقت للطواف بحضرة الكلام القدسي .. خلقت لخدمته .. خلقت للمثول علي عتبات القرآن متحسسا فيض كرم .. وحفنة عطف .. ودفقة سر ..

هناك كان سلام الروح السرمدي .. هناك في محيطه متعة الصمت .. ولذة الصفاء الداخلي ..
هناك في محيطه هارمونيا نغمية صامته ..
ففي محيط القرآن وحده تنطبق ترددات الروح مع ترددات الكون انطباقاً تاماً .. وحينها فقط تسكن سكوناً عجائبياً خاصاً .. لا يمكن لمن ذاقه أن ينساه أو يسلي عنه .. ولا يمكن للذات الكون بأسره أن تعوضه دفقة منه .. ولا يمكن أن يسد فراغ فقدانه حاجيات الدنيا بأكملها ......

لذا فمنذ الآن حول القرآن سأطوف .. انهي الشوط الواحد في سنة أو اثنان أو خمسة لأبدأ طوافاً جديداً بعدها .. وهكذا يستمر تطواف بعد تطواف إلي أن ينقضي العمر ..


فحقيقة الحقائق أن العمر أقصر كثيراَ من مسافات الأسرار